
1) الموقع وتاريخ البناء
يقع المتحف في ساحة الكتاب خلف البنك المركزي و مدخله الرئيسي في الجهة الغربية. لقد اتخذ متحف حلب أول الأمر قصراً عثمانياً وذلك في عام 1931م ، وعندما ضاق ذلك البناء بآثار المتحف قررت السلطات الأثرية بناء متحف جديد تتوافر فيه الشروط المتحفية الحديثة فتقرر هدم القصر العثماني (مقر المتحف) و بناء متحف جديد وحديث مكانه وكان ذلك عام 1967م وتم افتتاحه عام 1972م. وشكلت بعض آثار تل حلف النواة الأولى لمعروضاته وقد زين مدخل المتحف بنسخة من واجهة القصر الملكي في تل حلف التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد. ولابد من الإشارة إلى أنه اُعيد افتتاح المتحف للجمهور في عام 2019.
2) أقسام المتحف
1- قسم آثار ما قبل التاريخ
2- قسم الآثار السورية من العهود الشرقية
3- قسم الآثار السورية الكلاسيكية
4- قسم الآثار العربية الإسلامية
5- قسم الفن الحديث

1- قسم آثار سورية في عصور ما قبل التاريخ
يقع في القاعة الأولى من الطابق الأرضي للمتحف عند دخول الزائر، عرضت فيه أدوات صوانية وعظمية وفخارية وبعض الأشكال التشكيلية من أقدم العصور حتى العصر الحجري النحاسي. جاءت معروضات هذا المتحف من عدة مواقع في سورية: تدمر ودير الزور وأبو هريرة والمريبط وكهف الدودرية وغيرها، وأضيف إليها مؤخراً مجموعة من اللقى من عين دارا، وحالولة، وتل العبر، وتل كشكشوك من حوض الفرات وغيرها. ومن أهم معروضاته:
- دمية الربة الأم المريبطية والتي تعد أقدم دمية مكتشفة في المنطقة، مصنوعة من الحجر, وهي تعود إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار آ PPNA، وعثر عليها في موقع تل المريبط على الفرات.
- صحن فخاري كامل مزخرف بأشكال نباتية وهندسية،عثر عليه في موقع تل كشكشوك، ويعود إلى عصر حلف.
- دمية الربة الأم من موقع تل كشكشوك أيضاً، وهي تعود إلى عصر حلف، ومصنوعة من الفخار

2- قسم آثار سورية في العصور التاريخية
من أهم الأقسام في المتحف، ويضم أجمل وأهم القطع المكتشفة في مواقع الشرق القديم، يتألف من ثلاثة أجنحة كبيرة كل جناح يضم عدة قاعات صغيرة, خصصت كل قاعة لمكتشفات موقع معين واتبعت طريقة التسلسل الزمني في العرض قدر الإمكان على المناطق الجغرافية وتنقيبات كل بعثة على حدة.
تتوزع الآثار السورية القديمة على ثلاثة أجنحة، يضم الأول منها أربع قاعات: قاعة تل براك وتل شاغر بازار وتل أسود – قاعة ماري – قاعة حماة – قاعة أوغاريت (رأس شمرا).
أما الجناح الثاني فيضم (قاعة تل حلف – قاعة أرسلان طاش – قاعة تل أحمر) والجناح الثالث يضم قطع أثرية من مواقع متعددة مثل تل بويض وتل كشكشوك وإبلا (تل مرديخ) وتل خويرة وتل عين داره وغيرها، وفي بعض الأحيان عرضت القطع بناء على المادة كالمعادن أو الوظيفة كالأختام الاسطوانية كمجموعة واحدة. وقد تم عرض القطع بأسلوب شيق يجذب العالم والسائح والهاوي ومن أهم معروضات القسم:


1- تمثال ربة الينبوع: يعود إلى الألف الثاني ق.م، تحمل على جبهتها قرني ثور وهو رمز الألوهية المعروف في الشرق القديم، وازدانت رقبتها بعقد ثقيل مؤلف من عدة طبقات، أما أيديها فقد ازدانت أيضاً بثلاثة أساور في كل معصم، ونقش الفنان على ثوبها صور أسماك تسبح بين أمواج المياه، ليدل على وجود الماء الذي تحمله الإلهة داخل وعاء كروي بين يديها، وقد عثر عليه في ماري (تل الحريري). تبلغ أبعاده (38×49×141 سم).
2-طاسة ذهبية نقش على وجهها بشكل نافر ثلاثة صفوف لمشاهد صيد وفي مركزها زهرة أقحوان. مصنوعة من الذهب، وعثر عليها في موقع أوغاريت, تبلغ أبعادها (العمق 4,7، القطر 17,5سم ) وهي تعود إلى إلى القرن الرابع عشر ق.م.
3-ثور برأس إنسان يجلس القرفصاء له لحية من اللازورد وحشوة خشبية، صُنع من الذهب واللازورد، يعود إلى الألف الثاني ق.م، وعُثر عليه في إبلا، يبلغ قياسه (44,9×1,7سم).
4-لوحة عاجية من موقع أرسلان طاش في الشمال السوري على الحدود السورية التركية،تظهر فيه حيوانان على هيئة أسد مجنّح برأس كبش يقفان عن يمين ويسار شجرة منفّذة بأسلوب هندسيّ نمطيّ. تعود هذه اللوحة إلى أواسط القرن التاسع قبل الميلاد، ورغم التأثيرات المصرية الواضحة فيه إلا أنّه منفّذ وفق جماليات وتقنيات المدرسة السورية – الفينيقية في النحت على العاج، والتي بلغت ذروة ازدهارها في القرن التاسع قبل الميلاد.
3- قسم آثار سورية في العصور الإسلامية
تأسس هذا القسم عام 1975م وذلك بناء على مرسوم صدر من رئيس الجمهورية وقتئذٍ، وقد تم تجديده بشكل كامل عام 2009م. اعتمد أسلوب العرض فيه على وظيفة القطعة الأثرية أو على مادتها، يتألف من قسمين:
1- القسم الأول: يعتمد في أسلوب عرض القطع على التسلسل التاريخي، ويتألف من جناحين الأول يمتد من العصر الأموي حتى العصر الأيوبي والثاني يضم الآثار المملوكية والعثمانية, ويضم مقتنيات متنوعة من فخاريات وخزف و صحف وسيوف وأواني معدنية ونقوش كتابية وغيرها.
2- قسم النقود: اتبع في عرض النقود أسلوب التسلسل التاريخي على مستوى العصور الإسلامية (بدءاً من العصر الأموي، وانتهاءً بالعهد العثماني)، وعلى مستوى العصر الإسلامي الواحد اتبع أسلوب التسلسل الحولي (السنوي) (العصر الأموي مثلاً على مستوى الدينار بدءً من سنة 79 هـ- وانتهاءً بـ 132
ومن أهم معروضات القسم الإسلامي:
- صحن خزفي من قلعة جعبر, مزخرف بشكل رائع، له ثلاثة أطر دائرية، وزخارف على شكل شعاع شمس ينطلق من نقطة واحدة تتحد مع زخارف الصحن لتشكل أشكال مروحية بديعة، يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، يبلغ قياسه (القطر 40 سم، الارتفاع 14.5سم).
- قبر من الحجر الكلسي الأبيض مزين بزخارف كتابية بالخط الكوفي المزهر وتشمل الكتابة اسم المتوفى وآية الكرسي وبعض الآيات القرآنية، عثر عليه في مقبرة السكري في حلب، ويعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وتبلغ أبعاده (190×93×107 سم).
- آنية خزفية ذات سبع تجويفات، من نمط القاشاني بلون أزرق ولها قاعدة مرتفعة, كانت تستخدم للتوابل، ويبلغ ارتفاعها 12 سم وقطرها 37 سم.
- دينار ذهبي،مكتوب على وجهه الأول بسم الله الرحمن الرحيم،وعلى الوجه الثاني لا إله إلا الله وحده,ضرب هذا الدينار سنة عشرة و مئة هجرية.يبلغ قطره 2 سم ووزنه 4.20غ.
4- قسم الفن الحديث
تأسس هذا المتحف في عام 1971م، ويضم مجموعة من اللوحات الفنية الزيتية لفنانين سوريين، وخاصة من مدينة حلب، تمثل مختلف المدارس الفنية السائدة في العالم كالمدرسة الواقعية والتكعيبية والكلاسيكية وغيرها.
ومن الفنانين السوريين الذين اقتنى المتحف أعمالاً فنية لهم: محمود حماد، نعيم إسماعيل، حسني حقي، فاتح المدرس، سامي برهان، وحيد مغاربة، محمد عساني وغيرهم، ومن أهم اللوحات المعروضة لوحة للفنان الراحل لؤي كيالي، ومجموعة مؤلفة من أربع لوحات، تمثل سوق المدينة القديم، الجامع الكبير، الشيخ أبو بكر، لفنان مجهول، يذكر البعض أنه الفنان الفرنسي ميشلية الذي عاش في حلب ورسم هذه اللوحات عام 1925.
كذلك يضم المتحف قسماً خاصاً لأعمال الفنان الراحل فتحي محمد. هذا إلى جانب بعض الأعمال النحتية القليلة واللوحات الزيتية. ومن أهم معروضاته: تمثال المفكرة للفنان فتحي محمد والتي أنجزها في روما عام 1950.