
الموقع
تبعد مدينة الضمير نحو 44كم عن دمشق بإتجاه الشمال الشرقي، وقد كانت خلال العصر الروماني مدينة عامرة عرفت باسم أدميدرا Admedra، واستمرت أهميتها خلال العصر البيزنطي، والعصور الاسلامية اللاحقة، وتوجد الكثير من الآثار التي تدل على حضارتها خلال هذه الفترات التاريخية منها: المعبد، سد أورينبة، بقايا المعسكر الروماني الذي خرب ونقلت حجارته لبناء القصر الأموي في خربة الماطرون شرق الضمير 3.5 كم، بقايا البرج، حمام النبع الكبريتي، ومجموعة قنوات لنقل المياه (الدراسية – المكبرت – الماطرون)، وعدد كبير من المدافن الفردية والجماعية التي تم الكشف عنها خلال العقود الماضية.
ويعد المعبد أحد أهم المعالم الأثرية الموجودة في المدينة، وقد ظل لفترة طويلة مختبئاً بين بيوت الفلاحين، ولم يكن ظاهراً منه إلا الأقسام العليا.
زاره أولاً بوتلر Butler سنة 1904 م فوصف المبنى ورسم مخططا له. وجاء بعده مستشرقون آخرون أكدوا أنه معبد كان مكرساً لعبادة الإله زيوس. والمعبد قائم بجدرانه الأربعة وواجهاته محفوظة وأيضا الأروقة والأقواس بحالة جيدة.

الأعمال الأثرية المنفذة في المعبد:
يعد المعبد من الأبنية الجميلة وشبه الكاملة التي توضح طراز المعابد في العصر الروماني وزخارفها المتنوعة والتي بقيت متأثرة بالعمارة السورية خلال العصر الهلنستي، وقد أكدت الدراسات المعمارية للمبنى والتنقيبات الأثرية التي تمت فيه إلى أن تاريخه يعود لسنة 245م، واستغرقت عملية انجازه / 10 – 20 / سنة، وربما وصلت إلى / 100 / سنة على الأقل.
نفذت منذ عام / 1981 /م دراسات نظرية وعملية تخص الموقع، في كل من سوريا وألمانيا، ثم ومنذ سنة 1985 بدا العمل الميداني في الموقع، حيث قامت البعثة التي ترأستها الباحثة ألفريدا برومير Elfrida Brummerبأعمال التحري والتنقيب والتوثيق للمبنى ومحيطه وكشفت عن أرضيته وأروقته المبطلة بالحجارة الكلسية كبيرة الحجم.
بعاد المبنى / 20 /م طولاً، و/ 16 /م عرضاً، وارتفاعه / 8 /م, له مدخلان متوازيان من الضلع القصير ويعلوهما قوسان كبيران يؤديان إلى ردهة، تتمتع بدورها بمداخل كبيرة تقود إلى الباحة الداخلية ذات الشكل المربع تقريبا. بني المعبد من الحجارة الكلسية الضخمة المنحوتة بعناية، وزود بأربعة أبراج على زوايا البناء من الخارج، فيها عدة أدراج، ومقسمة في الداخل إلى عدد من الغرف، باستثناء البرج الجنوبي الشرقي، الذي يحوي درجاً يقود إلى الطوابق العليا وإلى سطح البناء.
سجل المبنى على لائحة المواقع الأثرية الوطنية بالقرار رقم 96 تاريخ 23 / 10 / 1933 م الصادر عن وزير المعارف. مرسوم 4400 تاريخ 6 /11 / 1935 م، كما صدر قرار يحدد وجيبة الارتفاق وعدم البناء في الموقع، وقامت دائرة آثار الريف بإعداد إضبارة استملاك لمجموع العقارات الواقعة ضمن المنطقة الأثرية.
قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم الموقع وتأهيله للسياحة وبنت بالقرب منه أبنية خدمية للزوار، وقد ساهم في أعمال الترميم والأشراف عليها كل من المهندسين: ابراهيم عميري – علي سلامي – بشرى الابراهيم – سوزان روبة – أيمن هاموك.
عدد الزوار 1,551