المواقع الأثرية

كتاب مفتوح على صفحات الزمن

تُعد سوريا من أغنى دول العالم بالمواقع الأثرية، فهي أرض احتضنت أولى الحضارات البشرية، وشهدت تطورات الإنسان من العصر الحجري إلى فجر التاريخ وما بعده. تنتشر على امتداد أراضيها آلاف التلال والمستوطنات والمواقع التي كانت ذات يوم مدنًا نابضة بالحياة، مثل تدمر، إبلا، أوغاريت، ماري، وقطنا. ليس غريبًا أن يُطلق علماء الآثار على سوريا لقب “جنة الآثاريين”، إذ إن كل حجر فيها يمكن أن يروي فصلًا من كتاب الإنسانية.

تتميز المواقع الأثرية السورية بتنوعها الزمني والجغرافي؛ من حضارات ما قبل التاريخ، مرورًا بالآشورية، البابلية، الفينيقية، الفارسية، اليونانية، الرومانية، البيزنطية، الإسلامية، وصولاً إلى العثمانية. ولكل موقع خصائص معمارية وفنية وروحية تعبّر عن المرحلة التي نشأ فيها.
العمل الأثري في سوريا لا يتوقف، حيث تُجرى باستمرار تنقيبات، ودراسات، وجهود لحماية هذه المواقع من التعديات، سواء الطبيعية أو البشرية. وتعمل المديرية العامة للآثار والمتاحف على توثيق هذه الكنوز، وتأهيلها لتكون محطّات تعليمية وثقافية، ومسارات سياحية فريدة تعرّف الزوار على التاريخ الحي لسوريا، البلد الذي لا تزال أرضه تكشف عن أسرارها كل يوم.