|

انطلاق أعمال البعثة الأثرية الإيطالية-السورية المشتركة في موقع تل السمهاني باللاذقية

انطلقت أعمال البعثة الأثرية الإيطالية-السورية المشتركة في موقع تل السمهاني بمحافظة اللاذقية، لتفتح فصلاً جديدًا من التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين في مجال الآثار وحماية التراث الحضاري.

وتركّز أعمال البعثة في هذا الموسم على توثيق الموقع وتقييم حالته الأثرية بدقة، من خلال جمع المعلومات والخرائط والصور والدراسات السابقة، بما يتيح بناء قاعدة بيانات شاملة تساعد الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة الساحلية السورية. ويُعدّ تل السمهاني أحد المواقع التي تحمل طبقات زمنية متعددة، تكشف عن جوانب مهمة من تطوّر الحياة البشرية في الساحل السوري عبر العصور.

تهدف البعثة إلى إحياء الموقع الأثري وتأهيله ليكون جزءًا من المشاريع الثقافية والسياحية المستقبلية، مع التركيز على إشراك المجتمع المحلي في جهود الحفاظ على التراث، ورفع الوعي بأهمية المواقع الأثرية بوصفها ذاكرة حيّة تعبّر عن عمق التاريخ السوري وتنوّعه الثقافي.


ويؤكد هذا المشروع المشترك على متانة العلاقات الثقافية بين سورية وإيطاليا، وعلى التزام الجانبين بتطوير البحث الأكاديمي وتبادل الخبرات في مجال علم الآثار. كما يجسّد التعاون المستمر بين الهيئات العلمية في البلدين نموذجًا راقيًا للتفاعل الإنساني القائم على المعرفة، ويعكس الإيمان بأهمية حماية التراث بوصفه إرثًا إنسانيًا عالميًا يتجاوز الحدود.

إن انطلاق أعمال البعثة في تل السمهاني لا يمثل مجرد نشاط أثري فحسب، بل هو رسالة أمل واستمرار تؤكد أن الثقافة والعلم قادران على بناء الجسور بين الشعوب، وصون ذاكرة المكان من النسيان، ليبقى التراث السوري شاهدًا على عظمة الحضارة الإنسانية وتنوعها.

موضوعات ذات صلة