في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المديرية العامة للآثار والمتاحف للحفاظ على الإرث الثقافي الوطني وإعادة إحياء المتحف الوطني بدمشق، انطلقت ورشة تدريبية متخصصة تهدف إلى صيانة وترميم المعروضات الحجرية الموجودة ضمن حديقة المتحف الوطني. وتأتي هذه الورشة في سياق تعزيز برامج الحماية الوقائية للمقتنيات الأثرية، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وشاركت في الورشة مجموعة من طلاب قسم الآثار في جامعة دمشق، حيث أتاحت لهم فرصة التدريب العملي المباشر على أسس وتقنيات الترميم والصيانة، بإشراف نخبة من خبراء الترميم العاملين في مخابر المديرية العامة للآثار والمتاحف. وركّز البرنامج التدريبي على تعريف الطلاب بآليات التعامل مع القطع الحجرية الأثرية، وأساليب تنظيفها وتدعيمها ومعالجة مظاهر التلف الناتجة عن العوامل البيئية والزمنية، وفق المعايير العلمية المعتمدة في مجال الترميم.
وجاء تنظيم هذه الورشة بالتعاون مع جمعية أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية، وبمشاركة فريق «ملهم» التطوعي، في إطار تعزيز الشراكة بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، ودعم المبادرات الهادفة إلى حماية التراث الثقافي ونشر الوعي بأهميته. وأسهم هذا التعاون في توفير بيئة تدريبية متكاملة تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، وتُشجّع على العمل التطوعي والمجتمعي في مجال الآثار.
وتؤكد المديرية العامة للآثار والمتاحف أن هذه الورشة تُعد خطوة مهمة ضمن خطتها الرامية إلى تطوير الكوادر الشابة وتأهيلها للمشاركة الفاعلة في مشاريع الترميم والحفاظ على المواقع والمتاحف السورية، بما ينسجم مع رسالتها في صون الهوية الحضارية لسورية وتعزيز حضور المتحف الوطني كصرح ثقافي وعلمي مفتوح أمام الجمهور والباحثين.
