برعاية وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف، افتُتح في ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥ معرض الفنان السوري هشام الكيلاني بعنوان
“رسول الفسيفساء: هشام الكيلاني وتجليات التراث المعاصر”، وذلك في صالة العرض التابعة للمديرية في دمشق.
يأتي هذا المعرض ليقدّم تجربة فنية فريدة تمزج بين التراث والحداثة، وتعيد تعريف فن الفسيفساء كلغة تشكيلية حيّة قادرة على التعبير عن الذاكرة والروح والإنسان. فمن خلال أعماله، ينسج الكيلاني عالماً بصرياً تتقاطع فيه الرموز الدينية مع المشاهد اليومية، وتلتقي فيه الحكايات الشعبية مع الأيقونات الخالدة.
في إحدى زوايا المعرض، تستقبل الزائر لوحة “الروحانية في التفاصيل”، التي تُجسّد السيدة العذراء والطفل يسوع بتدرجات ترابية وهالات ذهبية تُضفي على المكان سكينة تشبه صلوات الحجر. وفي عملٍ آخر بعنوان “الكتاب في قلب المدينة”، تتحوّل فسيفساء الحياة اليومية إلى مشهدٍ حضري أمام مكتبة شعبية، حيث يُصوّر الفنان تفاعل الناس مع الثقافة بوصفها نبض الهوية وذاكرة المكان.
ويمتد حضور الذاكرة الشعبية في لوحة “الماء والذاكرة”، حيث يظهر بائع عرق السوس بلباسه التقليدي في قلب عمارة دمشقية قديمة، كأنما يستحضر زمن المهن التي رحلت وبقي عبيرها عالقاً في الوجدان. أما الناعورة، التي لطالما كانت رمزاً لحماة، مسقط رأس الكيلاني، فتعود في عمله كرمزٍ حضاري يدور في فسيفساء من الضوء والحجر، مستعيداً أنين الماء كأغنية للمدينة والتاريخ.
ولا يغيب البعد الروحي والإنساني عن أعماله، إذ يقدّم في “لوحة عاشوراء” تكويناً مؤثراً يجسّد مأساة مقتل الإمام الحسين عليه السلام، حيث تنسكب دموع الفرس

